الصفحة الرئيسية
>
آيـــة
{وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا لَوْلَا نُزِّلَتْ سُورَةٌ فَإِذَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ مُّحْكَمَةٌ وَذُكِرَ فِيهَا الْقِتَالُ رَأَيْتَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ نَظَرَ الْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَأَوْلَى لَهُمْ. طَاعَةٌ وَقَوْلٌ مَّعْرُوفٌ فَإِذَا عَزَمَ الْأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ. فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ. أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ. أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} هذا هو موقف المنافقين من الجهاد يصوره ربنا تبارك وتعالى ويصور معه تطلع الذين آمنوا إلى تنزيل سورة، وتعبير القرآن بلولا إما أن يكون مجرد تعبير عن شوقهم إلى سورة جديدة من هذا القرآن الذي يحبونه. وإما أن يكون تطلعا إلى سورة تبين أمرا من أمور الجهاد، وتفصل في قضية من قضايا القتال تشغل بالهم. فيقولون: {لولا نزلت سورة فإذا أنزلت سورة محكمة}. فاصلة بينة لا تحتمل تأويلا - {وذكر فيها القتال}. أي الأمر به. أو بيان حكم المتخلفين عنه، أو أي شأن من شئونه، إذا بأولئك {الذين في قلوبهم مرض}. وهو وصف من أوصاف المنافقين. يفقدون تماسكهم، ويبدون في حالة تزري بالرجال، ويصورها التعبير القرآني المبدع صورة فريدة كأنها معروضة للأنظار:
{رأيت الذين في قلوبهم مرض ينظرون إليك نظر المغشي عليه من الموت}.
وهو تعبير لا يمكن محاكاته، وهو يرسم الخوف إلى حد الهلع. والضعف إلى حد الرعشة. والتخاذل إلى حد الغشية.. وهي صورة خالدة لكل نفس خوارة لا تعتصم بإيمان.. وهي هي طبيعة المرض والنفاق في كل زمان ومكان!
المزيد |